عندما نذكر "العلكة"، يتبادر إلى ذهن كثيرين أنها مجرد وسيلة للتسلية أو لإنعاش النفس مؤقتًا.
لكن في الحقيقة، العلكة الخالية من السكر تُعد من الوسائل البسيطة والفعالة لتعزيز صحة الفم والأسنان إذا استُخدمت بالشكل الصحيح.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل فوائد العلكة الخالية من السكر، كيف تساهم في الوقاية من التسوس، متى يُنصح باستخدامها، وأهم المعايير لاختيار النوع المناسب منها.
🦷 أولًا: ما الفرق بين العلكة العادية والعلكة الخالية من السكر؟
العلكة العادية تحتوي عادة على سكريات مضافة تُستخدم لتحسين الطعم، مثل الجلوكوز أو السكروز.
أما العلكة الخالية من السكر فتستبدل هذه السكريات بمحليات صناعية أو طبيعية مثل الإكسيليتول أو السوربيتول، وهي مواد لا يتم تخميرها بواسطة بكتيريا الفم، وبالتالي لا تُنتج أحماضًا مضرّة.
وبالتالي، فإن الفرق الأساسي بين النوعين هو:
-
العلكة العادية: تُغذي البكتيريا وتزيد خطر التسوس.
-
العلكة الخالية من السكر: تُقلل من نمو البكتيريا وتُحافظ على توازن الفم.
✅ ثانيًا: فوائد العلكة الخالية من السكر لصحة الفم
1. تحفيز إفراز اللعاب
عند مضغ العلكة، يُحفَّز الفم لإفراز كميات أكبر من اللعاب، وهذه الخطوة بحد ذاتها تُعتبر خط الدفاع الأول ضد التسوس.
ما فائدة اللعاب؟
-
يُعادل الأحماض الناتجة عن الطعام أو البكتيريا.
-
يُساعد على غسل بقايا الطعام.
-
يحتوي على معادن مثل الكالسيوم والفوسفات تُساعد في إعادة تمعدن المينا (Remineralization).
2. تقليل خطر تسوّس الأسنان
الأحماض الناتجة عن السكريات تُهاجم مينا الأسنان وتُضعفها.
العلكة الخالية من السكر، خاصةً التي تحتوي على إكسيليتول، تُقلل من عدد البكتيريا الضارة مثل Streptococcus mutans، مما يُقلل من فرص التسوس.
3. إنعاش النفس والتقليل من رائحة الفم الكريهة
رائحة الفم الكريهة غالبًا ما تنتج من تراكم البكتيريا أو جفاف الفم.
العلكة تُحفّز اللعاب، وتُزيل بقايا الطعام، وتُخفف من الجفاف، ما يُساعد على تحسين رائحة النفس.
4. تقليل الحموضة بعد الوجبات
تناول الأطعمة، خاصةً الغنية بالكربوهيدرات أو السكريات، يُؤدي إلى انخفاض درجة حموضة الفم (pH)، مما يُسهل تآكل الأسنان.
مضغ العلكة بعد الأكل مباشرة يُساعد في رفع درجة الحموضة إلى المعدّل الطبيعي بسرعة أكبر.
5. المساعدة في التحكم في العادات السلبية
كثير من الأشخاص يلجؤون لمضغ العلكة كبديل عن التدخين، أو لتقليل الأكل العشوائي، أو للتقليل من القلق.
وبالتالي، قد تُسهم بشكل غير مباشر في تحسين نمط الحياة الصحي.
📌 ثالثًا: متى يُنصح بمضغ العلكة الخالية من السكر؟
-
بعد الوجبات الرئيسية (خاصة عند عدم القدرة على تنظيف الأسنان فورًا).
-
بعد تناول مشروبات حمضية مثل العصائر أو القهوة.
-
في حالات جفاف الفم (xerostomia)، مثلًا عند بعض مرضى السكري أو كبار السن.
-
لتحسين رائحة الفم قبل اللقاءات الاجتماعية أو المهنية.
⚠️ ملاحظة مهمة:
العلكة لا تُغني عن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، لكنها تُعد وسيلة مساعدة بين الوجبات أو في الحالات الطارئة.
🛒 رابعًا: كيف تختار أفضل نوع علكة خالية من السكر؟
عند اختيار علكة مفيدة لصحة الفم، راعِ المعايير التالية:
✔️ 1. تحتوي على “إكسيليتول” (Xylitol)
إكسيليتول هو محلي طبيعي يُقلل من نمو البكتيريا المسببة للتسوّس.
تشير دراسات كثيرة إلى أن العلكة التي تحتوي على إكسيليتول تُساعد في تقليل التسوس بشكل ملحوظ.
✔️ 2. خالية تمامًا من السكر
تأكد من عبارة "Sugar-Free" على العبوة، ولا تكتفِ بكون الطعم غير حلو فقط.
✔️ 3. مصدّق عليها من جهة موثوقة
بعض الأنواع تحصل على موافقة جمعيات طب الأسنان، مثل ختم "ADA" (الجمعية الأمريكية لطب الأسنان)، مما يُعد مؤشرًا على فعاليتها وسلامتها.
✔️ 4. تجنّب الإفراط في الكحوليات السكرية
رغم أمانها، إلا أن الإفراط في تناول العلكة المحتوية على "سوربيتول" أو "مانيتول" قد يسبب اضطرابًا هضميًا لدى بعض الأشخاص.
🧠 خامسًا: هل هناك موانع لاستخدام العلكة الخالية من السكر؟
رغم فوائدها، قد لا تكون مناسبة للجميع:
-
الأشخاص المصابون بمشاكل في المفصل الفكي الصدغي (TMJ): مضغ العلكة قد يزيد من التوتر العضلي والألم في الفك.
-
الأطفال الصغار: قد يبتلعون العلكة عن طريق الخطأ.
-
مرضى القولون العصبي: مضغ العلكة قد يؤدي إلى بلع الهواء وتزايد الانتفاخات.
🩺 سادسًا: رأي طبيب الأسنان
كطبيب أسنان، أنصح دائمًا المرضى باستخدام العلكة الخالية من السكر – خاصة التي تحتوي على الإكسيليتول – بين الوجبات، وخصوصًا لمن يُعانون من جفاف الفم، أو لا يستطيعون تنظيف أسنانهم بعد كل وجبة.
لكن من المهم التذكير أن العلكة وسيلة مساعدة، وليست بديلًا عن الروتين الأساسي: الفرشاة، المعجون، والخيط.
✅ خلاصة:
العلكة الخالية من السكر ليست مجرد منتج للنكهة أو التسلية، بل هي أداة فعالة يمكن أن تدعم صحة فمك وأسنانك بطرق متعددة.
احرص على اختيار النوع المناسب، وادمج استخدامها في روتينك اليومي بطريقة ذكية – خاصة بعد الأكل – لتحظى بنَفَس منعش وأسنان أقوى وابتسامة أكثر ثقة.