Table of Content

العناية بصحة الأسنان أثناء الحمل: ما المسموح، وما الممنوع لحماية الأم والجنين؟

 يُعد الحمل مرحلة دقيقة في حياة المرأة، تتطلب اهتمامًا خاصًا بصحتها العامة، ومنها صحة الفم والأسنان.

قد يعتقد البعض أن زيارة طبيب الأسنان أثناء الحمل أمرٌ غير آمن، لكن الحقيقة أن الإهمال هو ما قد يُشكل خطرًا أكبر على صحة الأم والجنين.

في هذا المقال، نوضح أهمية العناية بالأسنان أثناء الحمل، ما هو آمن وما يجب تجنبه، ونقدّم نصائح طبية واقعية للمحافظة على صحة الفم دون تعريض الجنين لأي خطر.




👶 أولًا: لماذا تزداد مشاكل الفم والأسنان خلال الحمل؟

التغيرات الهرمونية في جسم الحامل تؤثر على اللثة والأسنان، ومن أبرز هذه التغيرات:

  • زيادة في هرمون البروجسترون، ما يُسبب استجابة التهابية أكبر تجاه البكتيريا الموجودة في الفم.

  • غثيان الصباح والقيء، يؤدي إلى تعرض الأسنان المتكرر لأحماض المعدة.

  • تغيّر في النظام الغذائي وزيادة الرغبة في تناول السكريات.

  • جفاف الفم، بسبب التغيرات في اللعاب أو تناول أدوية معينة.

كل هذه العوامل تُزيد من فرص الإصابة بـ:

  • التهاب اللثة الحملي

  • التسوّس

  • تآكل الأسنان

  • رائحة الفم الكريهة


✅ ثانيًا: ما الآمن من إجراءات الأسنان أثناء الحمل؟

لحسن الحظ، معظم الإجراءات الروتينية آمنة خلال الحمل، خاصة في الثلث الثاني (من الأسبوع 13 إلى 28)، وهو الوقت المثالي للتدخلات السنية.

الإجراءات الآمنة:

  • تنظيف الأسنان الاحترافي (Scaling & Polishing)

  • علاج اللثة

  • حشوات الأسنان عند الضرورة

  • خلع الأسنان المؤلم أو المصاب بعدوى

المخدر الموضعي:

أغلب أنواع المخدر الموضعي (مثل الليدوكايين) آمنة للحامل بجرعات محددة وتحت إشراف الطبيب.

الأشعة السينية:

الأشعة السينية للأسنان (X-ray) آمنة نسبيًا عند الضرورة، مع استخدام الواقي الرصاصي لتغطية البطن والصدر. لكن يُفضل تأجيلها إن لم تكن مستعجلة.


❌ ثالثًا: ما الإجراءات الممنوعة أو المؤجلة؟

1. التبييض الكيميائي للأسنان

يُفضل تجنبه لأنه يحتوي على مواد قد تُمتص من الجسم، ولا توجد دراسات كافية عن أمانها للحامل.

2. إجراءات تجميلية غير ضرورية

مثل الفينير أو عدسات الأسنان، يمكن تأجيلها لما بعد الولادة.

3. العلاجات غير الطارئة في الثلث الأول والثالث

  • في الثلث الأول: تتكون أعضاء الجنين، ويُفضل تقليل أي تدخل طبي.

  • في الثلث الثالث: قد تُسبب الجلسات الطويلة انزعاجًا أو دوخة.


🩺 رابعًا: ما العلاقة بين أمراض اللثة والولادة المبكرة؟

تشير دراسات إلى أن التهاب اللثة غير المعالج قد يُؤدي إلى:

  • زيادة خطر الولادة المبكرة

  • نقص وزن الطفل عند الولادة

وذلك بسبب انتقال البكتيريا أو الالتهاب من الفم إلى مجرى الدم، ما يُحفّز الجسم على إفراز مواد تؤدي لانقباضات مبكرة.

لذلك، العناية بصحة الفم ليست فقط للحامل، بل لحماية الجنين أيضًا.


📌 خامسًا: نصائح للعناية اليومية بصحة الفم أثناء الحمل

1. نظفي أسنانك مرتين يوميًا

بمعجون يحتوي على الفلورايد، مع استخدام فرشاة ناعمة لتجنّب تهيج اللثة.

2. لا تنسي تنظيف اللسان والخيط اليومي

اللسان موطن للبكتيريا، واستخدام الخيط يزيل بقايا الطعام التي لا تصلها الفرشاة.

3. اشطفي فمك بعد القيء

استخدمي ماءً فاترًا مضافًا إليه قليل من صودا الخبز (بيكربونات الصوديوم) لمعادلة الحمض.

4. تجنّبي الإفراط في تناول السكريات

حاولي اختيار الفواكه أو المكسرات بدلًا من الحلويات المصنعة، واغسلي فمك بعد تناولها.

5. احرصي على الفيتامينات

خاصة الكالسيوم، فيتامين D، وفيتامين C، فهي ضرورية لصحة الأسنان والعظام.

6. لا تؤجلي زيارة طبيب الأسنان

أخبري طبيبك أنك حامل ليأخذ احتياطاته في الأدوية والإجراءات، لكن لا تُهملي الألم أو النزيف أو الالتهاب.


💬 سادسًا: ماذا عن استخدام غسول الفم والمضادات الحيوية؟

غسول الفم:

  • الأنواع الخالية من الكحول والملائمة للحمل آمنة.

  • يُفضل أن تحتوي على الفلورايد أو مكونات مضادة للبكتيريا.

المضادات الحيوية:

بعض الأنواع مثل الأموكسيسيلين والكليندامايسين آمنة، لكن يجب وصفها من قبل الطبيب فقط، ولا تتناولي أي دواء دون استشارة.


🧠 رأي طبيب الأسنان:

أكثر الأخطاء شيوعًا عند الحوامل هو تجنّب زيارة طبيب الأسنان خوفًا من تأثير العلاجات على الجنين.
لكن الحقيقة أن الإهمال هو الخطر الحقيقي.
زيارة واحدة للطبيب، وتخطيط روتين مناسب للعناية بالفم، قد يُجنّبكِ مضاعفات كثيرة تؤثر على صحتك وصحة جنينك.


✅ الخلاصة:

العناية بالأسنان أثناء الحمل ليست رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على الصحة العامة لكِ ولجنينكِ.
معظم العلاجات آمنة عند الحاجة، لكن الأهم هو الوقاية المبكرة، والالتزام بروتين نظافة فموي منتظم، والمتابعة الدورية مع طبيب الأسنان.

لا تهملي ابتسامتك في فترة الحمل… فابتسامتكِ هي أول رسالة يراها مولودك الصغير.

إرسال تعليق